كتاب جديد يحمل صوت فلسطين إلى العالم
صدر في الولايات المتحدة، في أواخر تموز/يوليو 2010، كتاب جديد بالإنكليزية بعنوان "رسائل من فلسطين: ما يقوله الفلسطينيون عن حياتهم وبلادهم وقوّة اللاعنف". وصدر الكتاب عن دار نشر ويتمارك ويقع في 384 صفحة، وقد أشرف على إعداده وتحريره الدكتور كينيث رينغ، أستاذ علم النفس في جامعة كونيتيكت سابقاً، وغسان عبدالله، الفلسطيني المقيم في رام الله.
ويضم الكتاب، الموجّه إلى القارئ الأميركي في المقام الأوّل، ثلاثين حكاية شخصية، جاءت في صورة رسائل كتبها فلسطينيون يعيشون في فلسطين وخارجها، وتتجلى من خلالها حقيقة ما يعانيه الفلسطينيون في ظلّ الاحتلال. كما يضم الكتاب التواريخ الشخصية وأشكال التماهي، التي يعبّر عنها فلسطينيون يعيشون خارج فلسطين، مع بلادهم، والانطباعات التي تنشأ لديهم بحكم الصلات العائلية، وزيارة فلسطين.
الناظم المشترك لتلك الرسائل ليس مدى ارتباط الفلسطينيين ببلادهم، ولا مدى ما يعانونه من انتهاك لحقوقهم الإنسانية وحسب، ولكن مدى ما لديهم من قوة التحمّل، وإرادة البقاء أيضاً. وفي هذا الصدد تقول آنّا بالتزر، الأميركية التي سبق ونشرت كتاباً بعنوان "شاهد في فلسطين"، وأخرجت أيضاً شريطاً مصوّراً عن فلسطين، مخاطبة القراء:
"الرسائل في هذا الكتاب تثير الأسى في قلوبكم، لكنها تدفع أيضاً بالبسمة إلى شفاهكم، ولديّ حماسة قوية لدعوة الآخرين إلى التعلّم من تلك الرسائل كما تعلّمت أنا، وآمل أن تلهمكم تلك الرسائل، كما ألهمتني، الإيمان بأن تحقيق العدل والسلام لفلسطين ليس ضرورياً وحسب، بل وممكن أيضاً."
الناشر، بدوره، أشار إلى أن العديد من الكتب المنشورة في الولايات المتحدة عن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي تعبّر عن وجهة النظر الإسرائيلية، لذا يطمح هذا الكتاب إلى تمكين الفلسطينيين من إسماع أصواتهم واطلاع الآخرين على معنى العيش تحت الاحتلال، أو العيش كفلسطينيين في الولايات المتحدة بالنسبة لأشخاص ولدوا وترعرعوا هناك. ولعل القصيدة التي وضعها محررا الكتاب في صفحاته الأولى، وهي لطفل في الرابعة عشرة من العمر، تختزل الكثير من المعاني التي عبّر عنها كتّاب وكاتبات الرسائل الواردة في هذا الكتاب. يقول الطفل في ختام القصيدة:
"كنّا شعباً هادئاً وطيباً
ولكن اليوم أصبحنا غاضبين وساخطين،
نتيجة ما حدث لبلادنا،
فلسطين ليست مجرّد وطن بالنسبة لي،
فلسطين أنا".