بين الرواية التوراتية والتاريخ المدروس
"معايير الصواب والخطأ هي ذاتها في فلسطين كما في أي مكان آخر. لكن ما يميّز الصراع في فلسطين هو أن العالم استمع للمعتدي ولم يلق بالاً للضحايا." - آرنولد توينبي، 1971.
في البداية لا بد من الإشارة إلى أن فلسطين لم تكن يوماً قطراً منعزلاً عن محيطه، فهي جزء من الوطن العربي، وتاريخها جزء من تاريخه. كيف لا؟ وحدودها الحالية تعود للعام 1921 فقط. فقبل ذلك التاريخ لم تتطابق التقسيمات الإدارية مع الحدود التي رسمتها اتفاقية "سايكس بيكو".
تحدّدت معالم الهُويّة اللغوية الساميّة لبلاد الشام ووادي الرافدين منذ الألف الرابع قبل الميلاد. وكانت هذه المنطقة وحدة حضارية واحدة حتى في فترات الانقسام السياسي. وتطوّرت هذه الحضارة، وانضم لها مكوّنات متعددة في فترات مختلفة، وعرفت بمسمّيات عدّة، حتى أصبحت الحضارة العربية الإسلامية. وعليه لا يجوز فصل تاريخ فلسطين عن تاريخ المنطقة، لكننا سنقوم بذلك لغايات الدراسة. وتجدر الإشارة إلى أن بعض التواريخ الواردة أدناه تقريبية. وقد تختلف من مصدر لآخر.
تاريخ مؤكد
الأحداث بناءً على الحفريات والآثار والكتابات على المواد المختلفة والمقارنة والتحليل العلمي لعمر المواد وغير ذلك. و التواريخ قبل وبعد (CEأو AD ) العصر العام Common Eraوهو ماتمّ الاصطلاح عليه بدلاً من Christian Era أو العصر الميلادي سابقاً
10,000
|
بدأ استقرار البشر عند اكتشافهم الزراعة
|
8,000
|
أريحا قرية زراعية كبيرة نسبياً
|
3,000
|
بناء القدس على يد اليبوسيين
|
1,900
|
ورد اسم أورشليم لأول مرّة في نصوص مصرية. وقد نقل الاسم عن الأصل الكنعاني أور سالمً، ويعني مدينة سالم الإله الكنعاني، فهو إذاً ليس عبرياً
|
1,220
|
غزو شعوب البحر الآتية من بحر إيجة وكريت الساحل السوري وفلسطين. لم يكن هؤلاء القوم ساميين، لكنهم ما لبثوا أن ذابوا في الحضارة الكنعانية ولم يتبق منهم إلاّ الاسم: الفلستيين، ومن هنا جاء اسم فلسطين. (وذلك مرجّح عند غالبية المؤرخين وليس كلّهم)
وفي رواية أخرى توصّل إليها الباحث والروائي الفلسطيني زكريا محمد في كتابه "نخلة طي"، بناءً على "نقش عقرون" الذي اكتشف في العام 1996 ، أن إسم فلسطين يرجع إلى الإلهة فلس وهي إلهة قبيلة طي.
|
لا دليل آثاري يؤكد صحة الرواية التوراتية كاملة. ونحن نعرف باحتفاظ المصريين بسجل مفصّل للقبائل التي عبرت حدودها، فكيف لا تذكر النصوص المصرية خروج اليهود من مصر؟ وكيف لا تذكر أياً من الكوارث والخوارق التي وصفت التوراة حدوثها في مصر؟
أدّى هذا النقص إلى أن يفسّر بعض المؤرّخين التوراتيين نصوصاً مثل التي وردت في نصب مرنفتاح ورسائل تل العمارنة تفسيراً ملتوياً للخروج بدليل "يثبت" وجود إسرائيل في وقت يسبق القرن التاسع ق. م.
880
|
قيام دولة إسرائيل (السامرة) دولة كنعانية حول نابلس وفي أجزاء من شمال فلسطين
|
750
|
قيام دولة يهودا بين القدس والخليل
|
722
|
سبي بني إسرائيل إلى آشور
|
586
|
سبي بني يهودا إلى بابل على يد نبوخذ نصر
|
539
|
أعاد الملك الفارسي قورش مجموعة بشرية إلى فلسطين ليكونوا له عوناً ضد مصر. وهناك تم بناء الهيكل بدل ذلك الذي قيل إنه دمّر على يد نبوخذ نصّر. وفي هذه المرحلة بدأ التأسيس للديانة اليهودية، وكتابة التوراة.
|
330
|
اليونان يسيطرون على فلسطين. تلاهم في ذلك الرومان في القرن الأوّل قبل الميلاد
|
70
|
لم تتجاوز نسبة اليهود ربع سكان فلسطين في العصر الروماني، ومع ذلك فقد قاموا يعدة ثورات ضد القوى السائدة، الأمر الذي قاد الرومان لتجنيد عدة حملات ضدهم كان من أهمها حملة تيطس حين تم تدمير القدس والهيكل
|
|
|
135
من التقويم العام أو بعد الميلاد
|
أعاد الرومان الكرة بقيادة هادريان عندما قمعوا آخر تمرّد لليهود، وطردوهم من فلسطين، وغيّروا اسم القدس إلى إيليا كابيتولينا تيمّناً باسم عائلة القيصر. وظلت فلسطين تحت سيطرة روما، ثم بيزنطة، معظم الوقت حتى الفتح العربي
|
638
|
دخل عمر بن الخطّاب القدس سلماً، ورحّب سكانها العرب المسيحيون بالقادمين من الجزيرةكمحرّرين من نير الحكم البيزنطي، ووقّع بطريرك القدس صفرونيوس اتفاقاً مع عمر عرف باسم "العهدة العمرية". وتعتبر هذه العهدة نصّاً قامت على أساسه العلاقة الودّية بين المسلمين والمسيحيين العرب منذ ذلك الحين. ويفتخر أهل القدس إلى اليوم بأن مسجد عمر المبني في الموقع الذي صلّى فيه عمر بالقرب من كنيسة القيامة، يسند الكنيسة وهي تسنده
|
1,099
|
احتل الفرنجة فلسطين وقتلوا وشرّدوا سكانها من مسلمين ومسيحيين عرب ويهود
|
1,187
|
تحرير القدس على يد جيوش صلاح الدين الأيوبي
|
1,291
|
طُرد الفرنجة من آخر معاقلهم في عكا على يد المماليك
|
1,492
|
استمرت فلسطين تحت الحكم العربي الإسلامي قروناً عدة، وانتقل عدد ضئيل جداً من اليهود للعيش فيها، خاصة بعد طرد المسلمين واليهود من إسبانيا في ذلك العام.
ومن المعروف أن تلك العصور كانت عصور تسامح وتعايش لأصحاب الديانات السماوية بشكل عام. ولا بدّ أن يتساءل المرء: ما دامت فلسطين على تلك الدرجة من الأهمية لليهود، فلماذا لم يذهبوا للسكن فيها في هذا العصر عندما كان ذلك ممكناً؟
|
1,516
|
دخل العثمانيون فلسطين واستمر حكمهم لها حتى العام 1917. إلاّ أن الحكم العثماني تعرّض لانقطاعين مهمّين:
|
1,799
|
الأوّل: محاولة نابليون احتلال فلسطين. ويذكر أنه قد نادى بفكرة إقامة دولة يهودي تحت حماية فرنسا. لكن هزيمته في عكا قضت على مشروعه هذا
|
1,838
|
والثاني: سيطرة محمد علي باشا والي مصر، وابنه ابراهيم باشا، على بلاد الشام
وتهديد السلطنة العثمانية، الأمر الذي دعا القوى العظمى إلى محاربته خشية تأسيس دولة عربية موحّدة قوية ترث الدولة العثمانية... فقد كانت الدول الغربية ترغب أن تكون أشلاء الدولة العثمانية من نصيبها هي. وبدأ التفكير البريطاني بإنشاء دولة يهودية في العام 1838 عندما وضع اللورد آشلي مشروع استيطان لفلسطين تحت حماية بريطانيا عندما لم يتجاوز عدد اليهود فيها العشرة آلاف شخص
|
|
|
وفي العقود الأخيرة من العهد العثماني ابتدأت قضية فلسطين...
تأريخ غير مثبت علمياً
1,750
|
وفقاً للرواية التوراتية التي لا يوجد دليل يؤكّد صحّتها، مرّ إبراهيم بفلسطين في طريقه إلى مصر.
|
1,200
|
تدّعي التوراة أن اليهود دخلوا أريحا بقيادة يشوع بن نون. ويُشار هنا إلى أن المكتشفات الأثرية الحديثة تدحض حدوث غزو عنيف لفلسطين في تلك الفترة.
|
1,020
|
تدّعي التوراة أنه قام لليهود أوّل حكم موحّد في فلسطين بقيادة شاؤول. لكن المكتشفات الأثرية تثبت أن دولة موحّدة لليهود في فلسطين لم تقم قط، حيث أدّى الجفاف وانخفاض عدد السكان إلى انعدام إمكانية قيام دولة في تلك الفترة.
|
1,004
|
قام حكم داود الذي استغلّ فرصة ضعف مصر والعراق فعزّز ملكه ودخل القدس. استمر حكم داود حتى العام 963 ق. م. حين ورث العرش ابنه سليمان الذي استمر حكمه أربعين سنة، بنى في أثنائها الهيكل.
(وتذكر التوراة أن سليمان استعان بالفينيقيين لبناء الهيكل، وأنه منحهم عشرين قرية في الجليل لقاء ذلك. وأنه بنى نصباً لآلهة الكنعانيين في القدس (1 ملوك 11/7)، وأنه قتل أخاه ومنافسيه (1 ملوك 2)).
|
923
|
بعد وفاة سليمان انقسمت الدولة إلى مملكتين: الأولى، إسرائيل والثانية يهودا.
(واقع الأمر أن الدولة الموحّدة لم توجد قط، وأن قيام مملكة إسرائيل سبق قيام مملكة يهودا بأكثر من قرن).
|
ولا بدّ من الإشارة إلى أن علم الآثار لا يبين أي أثر يمتاز به اليهود على الرغم من التنقيب الصهيوني المستمرّ، الأمر الذي حدا بالباحث استخلاص أن يكون اليهود (في المراحل المبكرة على الأقل) مجرّد كنعانيين لم يختلفوا في شيء عن بقية سكان البلاد.
(منقول بتصرّف عن كتاب: القضية الفلسطينية بالرسم والكلمة، تأليف نصري خضر الطرزي، رسم أسامة عيد حجاج، تقديم بهجت أبو غربية، الطبعة الأولى، جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية، عمّان، 1997.)
10,000
|
بدأ استقرار البشر عند اكتشافهم الزراعة
|
8,000
|
أريحا قرية زراعية كبيرة نسبياً
|
3,000
|
بناء القدس على يد اليبوسيين
|
1,900
|
ورد اسم أورشليم لأول مرّة في نصوص مصرية. وقد نقل الاسم عن الأصل الكنعاني أور سالمً، ويعني مدينة سالم الإله الكنعاني، فهو إذاً ليس عبرياً
|
1,220
|
غزو شعوب البحر الآتية من بحر إيجة وكريت الساحل السوري وفلسطين. لم يكن هؤلاء القوم ساميين، لكنهم ما لبثوا أن ذابوا في الحضارة الكنعانية ولم يتبق منهم إلاّ الاسم: الفلستيين، ومن هنا جاء اسم فلسطين. (وذلك مرجّح عند غالبية المؤرخين وليس كلّهم)
وفي رواية أخرى توصّل إليها الباحث والروائي الفلسطيني زكريا محمد في كتابه "نخلة طي"، بناءً على "نقش عقرون" الذي اكتشف في العام 1996 ، أن إسم فلسطين يرجع إلى الإلهة فلس وهي إلهة قبيلة طي.
|