
أبارك لأبناء شعبي الفلسطيني القرار العلمي الجريء التقدمي المبدع.. الذي اتّخذته وزارة التربية والتعليم الفلسطينية بإلغاء امتحان التوجيهي سيّء الصيت واستبداله بامتحان قبول جامعي تحدده الجامعة، وذلك انسجاما مع معايير تطور المجتمعات المعاصرة في التربية والتعليم.
وأبارك لأبناء شعبي.. واقعهم الجديد، بما سيشتمله من انطلاقات للعقل الفلسطيني، ونهضات للخيال الفلسطيني، واستنهاض للعبقرية الفلسطينية، التي ستنعكس جميعها على أبناء البشرية أجمعين، بعد أن تم تزويد الفلسطينيين بأدوات تفكير وبحث وتحليل هي الأكثر تطورا في العالم، وبعد أن تم دفن منهج التلقين والتخويف إلى الأبد.
كما أبارك لوزيرة التربية والتعليم مسعودة بنت سعد السعود عقليتها المستنيرة المتفتحة السابقة لعصرها التي تحقق هذا الإنجاز الكبير في عهدها وفي عهد مساعديها وموظفيها لا في عهد الوزيرة السابقة..
ولا يفوتني أن أبارك لأحبائي الطلبة الذين لن يشكو بعد اليوم من الظلم والتعجيز في أسئلة الرياضيات والفيزياء والبلاغة.. وسينطلقون كما الطيور في البرية يقطفون من رحيق المعرفة بلا خوف وبلا قيود وبلا سيطرة جوفاء من كبار السن الجامدين المحنطين التقليديين الخارجين عن مسار التطور والتحديث والتقدم.
ولا ننسى أن نشكر المستويات العليا في الحكومة والسلطة التي ضغطت بقوة في هذا الاتجاه، وأقالت الوزيرة السابقة وشكلت لجنة تحقيق محايدة وعبقرية، قامت بالتحقيق في موضوع بقاء امتحان التوجيهي، وفي صعوبة أسئلته، وفي دور الامتحان في تكريس تخلف الذهنية الفلسطينية.. وأوصت في نهاية المطاف بوضع الامتحان في مزابل التاريخ.
استيقظت من نومي ونظرت إلى ساعتي فوجدتها السابعة والنصف صباحا، عَليّ أن ألبس بسرعة وأخرج إلى العمل، يبدو أن أحلامي أخذت تنحو منحى غريبا هذه الأيام!
[email protected]