لم لا - لماذا إصلاح الإسلام؟
 
English

الرئيسية
عن لم لا؟
اسئلة متكررة
إتصل بنا
قواعد النشر
خارطة الموقع

منوعات

ربّي المخ قبل اللحية



حلول طريفة للقضية الفلسطينية



طرح عطاء لإنشاء دولة فلسطين



السيرة العجيبة للتواصل الاجتماعي؟



كنيسة جوجل!



استغفلونا ونحن صغار


هللويا فلسطين: البابا محمود عباس



فكّر خارج الصندوق ... روعة التفكير



المجدرة والمناقيش والمغربية ... أكلات فلسطينية



تسليات علمية



ثورة "سلو" دعوة تمهّل لعالم ذاهب نحو الهاوية


هل تصدق الرياضيّات؟


تمثال إمرأة فلسطينية


خطبة الهندي الأحمر الأخيرة



الجمعية الفلسطينية لتطبيق حقوق الإنسان في الولايات المتحدة الأمريكية


رسومات

تنويعات على العلم الفلسطيني




الرئيسية > أديان >

لماذا إصلاح الإسلام؟

 
العفيف الأخضر(*)
"العَقّلَنَة الدينية ساعدت على عقلنة جميع التصرفات الاجتماعية" ماكس فيبر
 
أمام الإسلام اليوم، أعني صناع القرار المسلمين، خياران: المراوحة فيالمكان أو الإصلاح.
المراوحة في المكان أعطت على مرّ السنين حربا دائمة معالذات وحربا مع العالم وحربا مع العلم وحربا مع الحداثة.
إصلاح الإسلاميطمح إلى مصالحة الإسلام مع نفسه، ومع العالم الذي يعيش فيه، ومع العلمالذي يحقق اكتشافا مهما كل دقيقة بعضها يطرح على الوعي الإسلامي التقليديأسئلة مُحرجة. ومع الحداثة بما هي مؤسسات سياسية وعلوما وقيما إنسانيةكونية، أي يسلِّم بسدادها ذوو العقول السليمة أينما كانوا.
- مصالحة الإسلام مع نفسه بوضع حدّ للتكفير، سواء تكفير المثقفين أوالفرق الإسلامية الأخرى كالمتصوفة والدروز والعلويين والأحمديينوالبهائيين والشيعة …. وبوضع حدّ للحرب السنية ـ الشيعية الدائمة التيتوشك أن تتحوّل اليوم إلى سباق تسلّح نوويّ بين إيران وجوارها السنّيّ،حامل لأخطار الحرب النووية وذلك بقبول الفصل بين الديني والسياسي؛
- مصالحةالإسلام مع العالم تتطلّب منه إعادة تعريف عميقة لعلاقته به، تُنهي تقسيمهإلى دار إسلام موعودة بالتوسّع ودار حرب موعودة بـ"الجهاد إلى قيامالساعة"، كما يقول حديث للبخاري يَتَلَقَّنه المراهقون في دروس التربيةالإسلامية في عدّة بلدان؛
- مصالحة الإسلام مع العلم تقتضي نسيان الإعجازالعلميّ في القرآن، وقبول الفصل النهائيّ بين القرآن والبحث العلميّوالإبداع الأدبيّ والفنّيّ؛
- تمسّك كثير من الفقهاء المعاصرين بأسطورةالإعجاز العلمي في القرآن دفعهم، مثلما دفع أسلافهم من الكهنة الكاثوليكفي عهد محاكم التفتيش، إلى السقوط في الهذيان بما في ذلك الهذيان الدمويّ. مثلا، غداة استنساخ النعجة دولي، أصيب عدد من رجال الدين بالهذيان فياتجاهين، البعض مثل البروفسور والمؤرّخ التونسيّ، محمد الطالبي، أكّد بأنّالاستنساخ جاء به القرآن، فلا بأس إذن من استنساخ الحيوان والإنسان! أمّاالبعض الآخر مثل رئيس علماء السعودية آنذاك، العُثَيْمين، فقد رأى فيهابالعكس، تحدّيا وجوديّا للإعجاز العلميّ في القرآن، فأفتى بتطبيق حدّالحِرابة، قطع الأيدي والأرجل من خلاف، على مستنسخي دولي مضيفا، في نوبةهذيانية "وقيل يقتلون"! كما مازال أساتذة طبّ مصريّون يوصون طلبتهم بتعلّمحقائق البيولوجيا في أصل الحياة "للامتحان فقط فهي غلط في غلط وتنفيهاحقائق القرآن الكريم عن الخلق"؛
- وأخيرا مصالحة الإسلام مع الحداثة ومعمؤسّسات الحداثة السياسية: البرلمان، الجمعية العامّة للأمم المتحدة،وعلوم الأديان التي تدرّسها جامعات العالم باستثناء معظم جامعات أرضالإسلام، باستثناء تونس، حيث غدا علم النفس الديني يدرس ابتداءً من هذهالسنة في الجامعة الزيتونية، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وملحقاته مثلالاتفاقيات الدولية لحماية الأقليات، والاتفاقية الدولية لحماية حقوقالطفل والاتفاقية الدولية لمنع التمييز ضدّ المرأة التي قبلتها جميع الدولبلا تحفّظ باستثناء الدول الإسلامية التي تحفّظت على بعض موادّها مثلالمساواة في الإرث… فقط المغرب وتونس رفعتا السنة الماضية تحفّظاتهماعليها.
باختصار، يعني إصلاح الإسلام جعل الإسلام دينا حديثا يُقصي العنفمن فقهه سواء عنف العقوبات البدنية أو عنف القتال والجهاد. تردد هيجل فيتصنيف الإسلام في عداد الأديان القديمة أم الحديثة. سبب تردّده أنّه وجدفي الإسلام المكّي الروحي واللاعنفي ما يبرّر تصنيفه كدين حديث، لكنه وجدفي الإسلام المدنيّ الشرعيّ والجهاديّ ما يبرّر تصنيفه في الدياناتالقديمة. لكنّه لقلة درايته بفقه الولاء والبراء العنيف وانسياقا معفلسفته التي ترى أنّ المتأخّر في الزمن أكثر حداثة مما يسبقه، خرج منتردده قائلا: "فلنصنّفه في الأديان الحديثة كالمسيحية". بعد هيجل بقرنين،لنجعله نحن فعلا دينا حديثا أي روحيا يعطي شؤون الأرض لأهل الاختصاصليهتمم هو بمكارم الأخلاق. ألم يقل نبيّه: "إنما بُعثتُ لأتمّم مكارمالأخلاق" وليس لإتمام "مكارم" السياسة والاقتصاد والعلم…
لماذا بقيالإسلام بلا إصلاح بعد قرنين من محاولات إصلاحه؟ لأنّ من حاولوا إصلاحه،من الطهطاوي إلى عبده، فشلوا في صياغة مشروع إصلاحي حقيقي يغير بنيتهووجهته لتكييفه مع العالم الحديث. كما عجز أصحاب القرار عن إدراج القليلمما اقترحه عليهم المصلحون في مناهج التعليم لإعادة صياغة شعور ولا شعورالأجيال الطالعة. لخصَّ عبده في آخر حياته مشروع الإصلاح في 3 فتاوى: تحليل الفوائد المصرفية، إباحة أكل ذبائح غير المسلمين للضرورة وإباحة لبسالبَرنيطة وتاليا اللباس الأفرنجي الذي يحرمه فقه الولاء والبراء بما هو "تقليد للكفار". رأى الأزهر آنذاك في هذه الفتاوى "بدعة مذمومة" لذلكتشاور شيوخه نصف يوم لتقرير ما إذا كانت الصلاة على جثمان مفتي مصر جائزةأم لا! كان محمد عبده في تفسير "المنار" أكثر شجاعة فحقّق بعض الخطواتالرائدة: فقد ندّد بتعدّد الزوجات و"مفاسده" كما قال حتى كاد يُحرّمه،وأعطى للمسلم الحقّ في حرية الاعتقاد عند تفسيره لآية: "فمن شاء فليؤمنومن شاء فليكفر" قائلا: "من شاء أن يدخل فيه فليدخل ومن شاء أن يخرج منهفليخرج" وأوّل الشورى بالديمقراطية البرلمانية الحديثة اليوم. هذه الفتاوىكانت في حينها اختراقا لجدار الصوت في قلعة الإسلام التقليدي.
ليس أدلّ على فشل محاولات الإصلاح من أنّ هذه المسائل التي حسمها عبدهمازالت تتحدّى المسلمين، وفي مصر تحديداً حيث مازال مفتي مصر يحرم فوائدالمصارف بما هي ربا محرّم، ومازال القضاء الشرعيّ المصري يلاحق المثقفينبتهمة الردّة. ألم يحكم القضاء بها على د. نصر حامد أبو زيد؟ وخارج مصر،ألم يشنق بها الترابي في السودان المتصوّف الشيخ محمود محمد طه؟ لماذا؟ لأنّ هذه الإصلاحاتالمحدودة لم تدرج في مناهج التعليم التي ظلت تقليدية تلقّن فقه القرونالوسطى الذي لم يعد صالحا لعصرنا، ولا ملبياً لحاجاتنا للتقدم إلى الحداثةالتي مازالت تدقّ على الباب.
حاولت ثورة يوليو 1952 تدارك التقصير في تدريس مكاسب الإصلاح. كلفتسنة 1959 محمد سعيد العريان بهذه المهمّة التي فشل في إنجازها. كتب هو كتبالتربية الإسلامية للصفوف الابتدائية وأشرف على تحرير كتب الإعداديوالثانوي. لقّنتْ هذهالتربية الإسلامية المراهقين كمال الشريعة وضرورةتطبيق حد السرقة، تحريم الربا، تسويغ قَوَامية الرجل على المرأة وأنالقرآن، عكسا للمعتزلة، "غير مخلوق" والحال أن عبده كان معتزليا! كمالقّنتهم في السياسة ضرورة الشورى، والوحدة الإسلامية، والدولة الإسلاميةوجهاد الدفع (= الدفاع) وآية السيف: "واقتلوهم حيث ثقفتموهم" (191 ـ2) فأيّ غرابة أن تكون الشعارات التي قاتلت بها الجماعات الإسلامية المصريةمستوحاة من هذه الدروس؟ أوصت الكتب بتعليم الفتيات لكنّها أوصتهن أيضا بأن "يَقرأنَ في بيوتهن"! أمّا "أهل الكتاب" أي ملايين المصريين غير المسلمينفلا يستحقّون إلا "التسامح"! غياب التماسك المنطقي في مشروع "النهضة" هوالذي أعاد سعيد العريان إنتاجه الموسَّع. أخذ من رشيد رضا نسخ جهادالطَّلب، أي غزو العالم لإدخاله في الإسلام. لكنه لم يقتبس من عبده فتاواهالثلاث وأقل من ذلك اختراقاته في تفسير المنار، وخاصة منع تعدد الزوجاتالذي هو أحد أسباب قنبلة الانفجار السكاني التي تعيق اليوم التنمية في مصروتخل بتوازناتنا البيئوية والسكانية.
فشل إعداد مشروع إصلاح ديني متماسك، وفشل تدريس وتطبيق بعض إنجازاتهترك فراغا مخيفا يملؤه اليوم الإسلام التقليدي والسياسي هذيانا دينيا غيرمسبوق: من إرضاع الكبير إلى إعلان الجهاد على السياح والحكام في أرضالإسلام وضدّ أمريكا وأوربا والهند والصين وروسيا! آن الأوان لتدارك ذلكاليوم. أدعو القراء، والإعلاميين والمثقفين وخاصة المربّين للدخول في نقاشنزيه وثريّ حول هذا الموضوع. إصلاح الإسلام هو مفتاح إدخال العقلانيةالغائبة إلى حياتنا وخاصة صناعة قرارنا التربوي.
ديننا اليوم هو جزء من المشكلة وعلينا، بإصلاحه بمدرسة العقلانيةالدينية، أن نحوله إلى جزء من الحلّ. وهو رهان ضروريّ وممكن في آنٍ.
 
عن "الأوان" السبت 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2009
(*) العفيف الأخضر خريج "جامعة الزيتونة الإسلامية" في تونس، وقد التحق في فترات بحركة أحمد بن بلا إبان الثورة الجزائرية، وبالمقاومة الفلسطينية في الأردن ولبنان، واستقرّ في باريس.
 

1 . ابو مصطفى/ رام الله/ رغم انوفكم

يستطيع اي انسان ان يكتب ما يشاء وانا واحد منهم ولكن يابى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون والمجرومون والفاسقون وان الاعجاز العلمي في القرآن هو حقيقة لا خيال وان الكاثوليكين سقطوا في الهذيان لان دينهم محرف ووضع بايدي بشرية محدودة العقل كما هو عقلك ايها الكاتب والناشر. واذا كان هذا الموقع يريد او يحاول ان يحارب الاسلام فتهيأوا الى حرب من الله ورسوله ومني انا ايضا.


أضف تعليقك

الاسم/الكنية*:
البلد:
البريد الإلكتروني *:
التعليق على *:
العنوان :
التعليق *:



developed by InterTech