لم لا - كيف نحول السياسات التربوية الرسمية إلى فكر تنموي-تحرري-مقاوم؟
 
English

الرئيسية
عن لم لا؟
اسئلة متكررة
إتصل بنا
قواعد النشر
خارطة الموقع

منوعات

ربّي المخ قبل اللحية



حلول طريفة للقضية الفلسطينية



طرح عطاء لإنشاء دولة فلسطين



السيرة العجيبة للتواصل الاجتماعي؟



كنيسة جوجل!



استغفلونا ونحن صغار


هللويا فلسطين: البابا محمود عباس



فكّر خارج الصندوق ... روعة التفكير



المجدرة والمناقيش والمغربية ... أكلات فلسطينية



تسليات علمية



ثورة "سلو" دعوة تمهّل لعالم ذاهب نحو الهاوية


هل تصدق الرياضيّات؟


تمثال إمرأة فلسطينية


خطبة الهندي الأحمر الأخيرة



الجمعية الفلسطينية لتطبيق حقوق الإنسان في الولايات المتحدة الأمريكية


رسومات

تنويعات على العلم الفلسطيني




الرئيسية > التعلم >

كيف نحول السياسات التربوية الرسمية إلى فكر تنموي-تحرري-مقاوم؟

خليل نخلة
منذ قرابة عشرين عاما ونحن شهود لعملية ممنهجة لإعادة هندسة وعينا الوطني. هدف هذه العملية هو إستحداث خطاب مهيمن لتزييف الوعي الوطني، والقبول بتذويت القهر والهزيمة والوضع الكولونيالي والفصل العنصري والطبقي كحالة طبيعية. سأركز في هذه المداخلة القصيرة على إثارة بعض القضايا الأساسية بما يخص آليات ووكلاْء عملية إعادة الهندسة هذه، وبالتحديد دور السياسات التربوية الرسمية والمناهج المدرسية كجزء أساسي منها، في المساهمة في إنجاح هذه العملية. ولكن العنصر المهم في هذه المداخلة هو كيفية تذويت الوعي الوطني الحقيقي من خلال قلب هذه العملية وتحويلها إلى عملية تحررية مقاومة.
إنطلاقا من قناعاتي التي تبلورت من خلال الدراسة والتفكير والممارسة الحثيثة، أعتبر التربية، أو العملية التربوية، اللبنة الأساسية في تنمية الأجيال الفلسطينية الناشئة، وتحصينها في مقاومة الغبن والقهر والإضطهاد والفصل العنصري، أيا كان منبعها، وتزويدها بالثقة والوعي والقناعات الفكرية اللازمة، لتمكينها من إستنباط ثقافة جديدة ترتكز على طاقات وموارد المجتمع الكامنة والذاتية، وليس على ترويج مبدأ إستدخال الهزيمة والقبول بنتائجه وكأنه إنجاز نضالي وطني. أي بمعنى آخر، كيف نستبدل الوعي الوطني الزائف المفروض علينا، التي تروج له أجهزة ووكالات ونخب السلطة، السياسية والإقتصادية والأمنية، والمثقفين المشرعنين لها، بوعي وطني حقيقي يسعى إلى تحرر الفكر والإنسان ويقاوم حالة التشرذم والتشظية الثقافية والسياسية.
هنا وجدت نفسي مضطرا للعودة إلى مفكرين مركزيين بهذا الخصوص. إسترشدت بآراء فرانز فانون في كتابه "البائسون في الأرض" (1963) حول تطور الوعي الوطني المزيف في الحالة الكولونيالية (على وجه الخصوص الفصل حول مآزق الوعي الوطني، صفحة 148-205). كما إسترشدت بآراء باولو فريري في كتابه "تربية المقهورين" (1971) حول التربية التحررية.
فمثلا السؤال المركزي لدى فريري هو: كيف يمكن للإنسان المضطهد والمكون من مجموعات مشرذمة وغير متماسكة أن يساهم في تطوير تربية لتحريره من القهر؟ وبما أن التركيز الأساسي هو على تحرر الذات، فمن غير الممكن تحرر الذات بدون تحرر الوعي وتحرر الفكر. وهذا ما يضع الفعل التحرري في صلب الفعل التربوي.
سأحاول في هذه العجالة التطرق لنقطتين:
1.   تجميع وتفكيك الرؤية التربوية الرسمية للوزارة، كما جاءت في خطتها الإستراتيجية (2008:13)؛
2.   ترجمة بعض مقومات هذه الرؤية، ذات العلاقة، إلى سياسات تنموية مقاومة.
لقد قمت بتجميع وتكثيف الرؤية التربوية الرسمية للوزارة في المحور الذي يركز على ذاتية وطبيعة الإنسان الفلسطيني الفرد الذي يعيش على أرضه المحتلة وعلاقته بمجتمعه.
المحور الرؤيوي الرسمي: "تهيئة إنسان فلسطيني يعتز بدينه وقوميته ووطنه وثقافته العربية والإسلامية، ويسهم في نهضة مجتمعه، وقادر على بناء مجتمع يقوم على المساواة بين الجنسين والتمسك بالقيم الإنسانية والتسامح الديني".
المنهاج الفلسطيني الحالي لا يلبي الرؤية الرسمية للعملية التربوية، كما تركزت في هذا المحور. لكن لتحقيق هذه الرؤية، هناك ضرورة ملحة لإستحداث سياسات تربوية جديدة تنطلق من منطق القوة والشرعية التاريخية الفلسطينية، والوعي الوطني الحقيقي (وليس الزائف)، وتنعكس في منهاج جديد معدل "للتربية المدنية/الوطنية". أقترح الآتي:
1-     إستحداث دروس تركز على تعريف من هو "الإنسان الفلسطيني" الذي يتكلم عنه المنهاج، والتركيز على أن "الفلسطيني" المقيم اليوم في الضفة الغربية وقطاع غزة هو جزء ضئيل من كلية "الشعب الفلسطيني" المتواجد في داخل إسرائيل وفي المهاجر، وما هي تكوينة ومواصفات هذه الأجزاء.
 
 
2-    علاقة الفلسطيني تحت الإحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة مع الفلسطيني "الآخر"، وأهمية وكيفية تنمية هذه العلاقة (نماذج مقترحة من الفعاليات الضرورية والممكنة)، وتحديد طبيعة الأسس القاعدية لهذه العلاقات.
 
3-    علاقة الإنسان الفلسطيني مع "الآخر" الصهيوني-الإسرائيلي. الأسس التي يجب أن ترتكز عليها هذه العلاقة: الصهيوني المستعمر للأرض؛ الصهيوني المحتل للأرض بقوة السلاح؛ الصهيوني الأكاديمي في الجامعات الإسرائيلية الذي يبرر إستمرار الإحتلال؛ الصهيوني غير الإسرائيلي الذي يدعم ويروج لإستمرار الإحتلال والقمع، من منطلقات دينية إيديولوجية (المسيحيون الصهاينة)، أو من منطلقات مصلحية شخصية (كالربح، مثلا، الذي يشمل بعض الفلسطينيين والعرب!)، إلخ.
 
4-    إستحداث دروس تركز على تعريف "الوطن"، وكيف تمت تجزئته، تاريخيا، ولماذا. أقترح التركيز على الفترة التي تحدد فلسطين كجزء من سوريا الكبرى، إلى ما بعد إتفاقيات أوسلو. ضرورة عرض وتحليل إتفاقيات أوسلو ونتائجها، وإسقاطاتها على تعريف "الإنسان الفلسطيني" و"الوطن الفلسطيني" في المرحلة الراهنة. (ملاحظة: الإشارة لقرار وزارة التعليم الإسرائيلية قبل فترة قصيرة بإلغاء الجزء عن إتفاقيات أوسلو من المناهج الإسرائيلية). 
 
5-    إستحداث دروس تركز على مفهوم "تنمية" المجتمع الفلسطيني تحت الإحتلال والمعتدة كليا على الدعم المالي الخارجي، وعلاقة التربية التحررية بالتنمية التحررية، وتأثير ذلك على القيم المجتمعية والأخلاق، والتكافل الإجتماعي، إلخ.
 
مداخلة مقدمة في المؤتمر السنوي لمبادرة الدفاع عن الأراضي المحتلة "متحدون معا لإنهاء الاحتلال والاستغلال والعنصرية والتمييز" (التعليم كأداة للبناء وللتفاعل والتحرر) بيت لحم 30 تشرين أول 2010
 
(*) الدكتور خليل نخلة فلسطيني من قرية الرامة في الجليل ومقيم في رام الله.   باحث وكاتب ومستشار مستقل متخصص في قضايا التنمية والتحول الإجتماعي والتربوي اللفلسطيني، ويعمل حاليا على إصدار كتاب جديد حول دور رأس المال الفلسطيني والدعم الخارجي في إعاقة "التنمية التحررية المرتكزة على الناس". تم عرض بعض الأفكار الواردة هنا في مؤتمر مركز إبداع المعلم، "الأيام التربوية التنويرية"، رام الله، 1-3 آب 2010.

لا يوجد تعليقات

أضف تعليقك

الاسم/الكنية*:
البلد:
البريد الإلكتروني *:
التعليق على *:
العنوان :
التعليق *:



developed by InterTech